29‏/06‏/2009

ازدواجية



رغم أني ناقشت مسألة طرح الثقة في المقال السابق ، و قناعاتي لم تتغير ، إلا أني أجد نفسي بحاجة لطرح أوضح لرؤيتي لأني لم أوفق في المقالة السابقة ، و كما أشرت سابقاً أنا لا أجد أي مشكلة في الاستجواب إذا لم يحوي ما ينافي الأخلاق ساعة طرحة ، و لم يتعدى على حرمات الآخرين أثناء النقاش.
أعود إلى نقطة خلافي مع من يقبل طرح الثقة في الوزير ، نقطة خلافي معهم بسيطة جداً ألا و هي اعتقادي بقول الله عز و جل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 8 – المائدة"
النواب الأفاضل الذين طرحوا الثقة في الوزير لم يعدلوا في التعامل مع معه ، فلقد تغاضوا عن العديد من الأمور ، لقد أحالوا تجاوزات بالملايين إلى لجان تحقيق في سوابق قريبة ، فلماذا تطرح الثقة في الوزير قبل لجنة التحقيق هذه المرة فقط؟
و لماذا يحاول بعض النواب خلق أعذار ؟ مازال سراق المال العام موجودين في الشوارع؟ و لم يحاسبوا! لماذا لم تطرح الثقة بالوزير رغم أنه فند ثلثي الاستجواب.
مازلت أعتقد بوجود أزمة أخلاقية لدى نواب الأمة ، و هذه الأزمة الأخلاقية هي التي تحركهم و ليس القضايا الوطنية ، أنا مع التحقيق في المخالفات التي شابت العقد الخاص بإعلانات أمة 2009 ، ولكن هذا لا يعني أن يتهم الوزير مباشرة قبل تجلي الحقائق ، إن الأزمة الأخلاقية لدى النواب واضحة و جلية ، فهم يتنابزون و يتغامزون على مسمع من الأمة ، بل يقذفون بعضهم بالتهم و الأكواب و نحن نسمع و نرى.

نعود لنقطة النقاش و هي ازدواجية المعايير عند النواب ، و هي ناتجة من الأزمة الأخلاقية لدى النواب ، فلو كان التعامل واحداً في كل القضايا لما كان هناك إشكال ، لكن لمجرد مخالفتك لي في الفكر و التوجه و عدم تحقيقك لمصالح ناخبي فهذا يعني إعدامك سياسياً بطرح الثقة ، أما إن كانت تجمعنا مصالح و قواسم مشتركة فسوف أحيلك للتحقيق.
نوابنا الأعزاء لا نريد ازدواجية داخل المجلس بل نريد تعامل واضح مع جميع القضايا.

هناك 3 تعليقات:

  1. و يقول الرب في محكم كتابه : و لا تزر وازرة وزر أخرى

    صدق الله العظيم

    عزيزي : حاول أن تناقش هذه القضية بمعزل عن أية قضايا أخرى. نفس المنطق الذي تحاول الآن إشاعته هو ما كان يردده أصحاب الدواوين المخالفة : لماذا إزالة الدواوين و السكوت عن مخالفات الشويخ الصناعية و الشاليهات ؟

    هل لأن س من الناس سرق دينار .. أجوز لنفسي سرقة دينار آخر ؟؟

    النقاش الموضوعي يحتم علينا مناقشة ما ورد في صحيفة الإستجواب و الجلسة الخاصة به. التجاوز واضح وضوح الشمس. الحديث عن عدم الدستورية باطل و لم يصدر عن أي خبير دستوري. الإحالة للنيابة صورية و أتت لذر الرماد عن العيون و في نفس اليوم الذي أمر فيه الوزير بصرف الأموال رغم إمتناع المراقب المالي للوزارة عن التوقيع على إستمارة الصرف بسبب الإنتهاك الواضح للمال العام.

    فهل نقبل بالسرقة ؟

    إن قبلنا فلا يجوز لنا أن نتباكى على أي تجاوز آخر في المستقبل

    الحلم الجميل

    ردحذف
  2. اتفق مع طرح الاخ غير معروف 100 %

    كل معتدي على المال العام يجب ان تطرح فيه الثقة ويعاقب بموجب القانون وهذا موضوع لا جدال فيه ..

    كل تعدي على القانون والمال العام مقابله محاسبة ممهما كانت المسميات والمراكز

    ردحذف
  3. و أنا أتفق معكم ١٠٠٪ في أن من تعدى على المال العام يجب أن يعاقب
    و لكن يجب أن لا تزر وازرة أخرى
    يعني ليس لمجرد خلاف سابق أبحث الزلة للوزير
    و من قال نقبل في السرقة!
    نريد أن نثبت السرقة أولاً و أنا نعكم في طرح الثقة
    و ليس القصاص قبل البينة ... المنطق واضح يا الربع
    الوزير مستقصد و لم يتم التعامل معه بشفافية
    بل عومل بتعصب لدوره في مواضيع سابقة
    أريد منكما شرح لماذا الفحم المكلسن حول للجنة تحقيق و هي عملية تنفيع واضحة؟
    و لماذا تطرح الثقة في الوزير و لم تحال القضية إلى لجنة تحقيق؟
    هنا الإزدواجية في الطرح يا جماعة...
    و في النهاية النقاش لا يفسد للود قضية ... و كيفكم قناعتك و انت حر فيها.

    ردحذف