14‏/10‏/2014

الصراع العربي -- إلى أين؟!

 منذ أربع سنوات والعالم العربي يعيش مخاض لا ينتهي، حروب لا تتوقف! لماذا؟

في عالم صغير يتواصل عبر الزجاج ويتفاعل مع الألوان ، نقف كأمة على أبواب الأمم نستجدي أن تحل صرعاتنا و أن توقف نزف دمائنا ، أن نوقع اتفاقيات الصلح والتقسيم والدعم والارهاب والتكفير و توزيع صكوك الغفران والجنة ، حتى أن حلفاءنا يتكلمون لغتنا و ينظرون لنا من كتابنا المقدس!

هم أصبحوا يعرفون من نحن ونحن جهلنا من نكون!

هم من علمنا من نكون فكنا ما يريدون لا ما نريد!

أصبح العرب كل شيء إلا أنهم عرب! فهم عاربه ومستعربه أوعرب وبربر أو حضر و بدو أو شيعة وسنة أو مشرقيون ومغاربة أو مسلمون ومسيحيون أو مواطنون و وافدون أو ... أو .... أو .... أو لا يهم فهم كل شيء إلا أنهم عرب.

لم يعد شيء يجمعنا فلا عرق ولا دين ولا أرض ولا أي شيء يجمعنا. 

حتى متى ولماذا؟! متى نتوقف من تقطيع أنفسنا ، وتكسير شوكتنا ، وتحقير بني جلدتنا!

متى تكون حياتنا مثل باقي الشعوب؟ أمة يجمعها الكثير ، ولا يفرقها صغير الأرش.

لا تقل لي فرقنا الحكام ، فهم على هوانا يسيرون ، ولما نحب يعطون ، نحن من شق العصى وأذهب الشوكة وقلى الحزمة واستمسك بالزلة. 

25‏/11‏/2012

أمل رغم فجور الخصومة


توقفت عن الكتابة بسبب مجلس ٢٠١٢ الذي لا يعترف برأي ولا بعقل، مجلس لا يمكن تحليل ما فيه بغير التحيز والتعصب، وبرقة بارقة أمل في حل المجلس عن طريق القضاء.

لكن ما أدهشني هذا الفجور المستمر في الخصومة، فمنذ مجلس ٢٠٠٨ وحتى هذا اليوم دأبت مجموعة بفرض آرائها بشكل أقل ما يقال عنه ديكتاتوري، فهم لا يردعهم قانون و لا يقيمون وزناً لعرف أو تقليد، استجوابات ومظاهرات وخطابات واقتحام والكثير الكثير الذي لا يمكن سرده في أسطر، لكن بغير هدف ثابت و لا رؤية.


فقيمهم متحركة وكذلك ادعاءاتهم وقذفهم للناس بغير دليل ولا برهان، لكن الموضوع اصبح ممل، تحدي بدون سبب واستغلال للتعصب القبلي و كذلك السياسي الديني في فرض آراء وقيم تخالف شعاراتهم، فظاهر دعواهم الصلاح وباطنها الفساد، يسألون الحكومات عن الانجازات وكل ما يقومون به هو عرقلتها!! يحاسبون الحكومات على الفساد وهم المحرضين والمستفيدين والمنتقدين!!


تسألهم ما هي مطالبكم، في كل يوم لهم مطلب وفي كل ساعة شعار وفي كل تجمع فكرة، لكن إلى متى؟! منذ طرح فكرة الدوائر الخمس ونحن في تيار معارض ساخط دائماً، فقط ينقد وينقد بغير فعل يذكر أو قول يسمع كل شيء سيء وكل شيء فاسد، لكن أظن أن عقولهم هي الفاسدة، دعونا نتكلم بمنطق بعيداً عن الشعارات الجوفاء.


الدولة بحاجة للعمل والانجاز، ولا يتسق ذلك الا بالاستقرار وصياغة التشريعات الداعمة لعمل الأنشطة الأقتصادية والتنموية، لكن بحجة توفير دينار من هدر أو محاسبة قيادي لم تثبت عليه أي جريمة أهدرنا الفرصة بعد الفرصة، إلى متى؟! إلى متى سنحاسب بغير دليل، إلى متى سوف نبقى نبحث ونبحث في الماضي ونترك المستقبل.


اليوم فرصة تاريخية للمعارضين الحقيقين، فجل رجالات الزمن البائد إما عزفوا عن الترشح أو شطبوا، وحان دوركم لاختيار قيادات جديدة للسنوات القادمة، اليوم نحن بحاجة للطبقة المثقفة التي قاطاعت في السنوات السالفة، نحن بحاجة لل ٤٠٪ التي ظلت على الحياد تنظر للطغمة الجائرة في البرلمان تدمر الديمقراطية وتخنق الحرية، نحن بحاجة لكم اليوم لتوقفوا العبث بالاقتصاد باسقاط القروض والكوادر والمنح والعطايا وتعيدوا بناءه بالمشاريع والمدن.


 نحن بحاجة لكم اليوم:

 لتعيدوا الأمل في وطنٍ مل جموع التشكيك والتخريب
 لتعيدوا الأمل في وطنٍ مل لعاب الفتنة وبذاءة الشارع
 لتعيدوا الأمل في وطنٍ مل التأزيم والتحدي
 لتعيدوا الأمل في وطنٍ مل الصراع تلو الصراع

أخواني من يريد أن يقاطع فهو ببساطة سلبي يريد أن يقف على الحياد وينظر لمستقبل أبنائه يصاغ بيد من لم يختارهم بمحض ارادته وابتعاده، ومنهم من يقسم أنه لن يصوت، وما هي المشكلة إن لم تصوت!! أنت تخسر لكن قافلة الوطن تسير وقد تخلفت تنظر لها بعين الندامة لأن من غرر بك ليس يبغي الصلاح ولكنه مطية يركبها ليغريك أنت أيه العصبي، فصفي قلبك لعلك ترجع وتصلح بالمساهمة الايجابية.


26‏/02‏/2012

اليوم عيد وغداً لناظره قريب

نحتفل في هذه الأيام في الوطن الطيب بذكرى الاستقلال والتحرير، نحتفل بعد مخاض عنيف أنجب لنا مفاهيم جديدة، وأوصل لنا رسالة لا يعيها إلا القليل.

بعد أكثر من خمسين عام في ظل نظام ديمقراطي دستوري، نظل نعيش في مجتمع شرقي، مجتمع يعيش في جدران الأفكار التقليدية والأنماط الثابتة، لم نزل نرى بعين الصراعات والأثنيات بعيداً عن المستقبل، مازلنا نمجد البطولات الزائفة ونحيي الدمار.

مازالت تحكمنا الفتوى، والغريب أنها فتوى الجهلاء لا العلماء، مازال ينقصنا الكثير من قيم العدالة، مازال ينقصنا المفهوم الإنساني بدل المفهوم الفئوي الضيق، وهذا والله أمر مهم جداً.

لقد أثبت ٢ فبراير أن نصف قرن من الديمقراطية لم يغير الكثير في الفكر الكويتي العربي الإسلامي، فالموروث الشرقي هو الذي يحكمنا وليس أي شيء آخر.

قد يعتقد من يقرأ المقدمة بأنني أنتمي لتيار خسر الانتخابات، لكني أحب أن أعلمه أنني من تيار فاز، فلذلك لا يستعجل في الحكم علي.

لقد أنجبت الديمقراطية الكويتية ممثلين لها من تيارات فكرية متطرفة لا تأمن بها لكنها تستخدمها كأداة، فكيف يحمي وينمي الديمقراطية من لا يؤمن بها!!

فالأفكار التقليدية الشائعة الدينية منها والقبلية لم تكن يومياً في صالح الديمقراطية، لا ولم تؤمن بها بل استخدمتها بأبشع الأساليب وجعلتها أداة لصراعها الأزلي في البقاء.

فالتيارات السياسية المتأسلمة والتيارات القبلية كانت ومازالت تسعى أن تفرض واقعها على المجتمع الكويتي، ولقد نجحت بشكل كبير في ذلك، بغض النظر عن الظروف والأسباب.

إن ديمقراطيةً فِكُر ممثليها يتمحور في القشور الإجتماعية هي في الحقيقة عبء بدل أن تكون سبيل، هي في الواقع العصا التي توقف العجلة لا قوة الدفع.

إن النهوض بالمؤسسات يحتاج بالمجتمع بأن يدفع رجال دولة ومفكرين، قادة رأي وقادة عمل، لكن المجتمع و للأسف أصر على موروثه الشرقي فلم نجني غير مجلسٍ أوله صراخ وأتمنى أن يكون آخرة خير لا دمار.

إن مجلساً في ظل الظروف الأقليمية الراهنة أولوياته هي الجدليات ليس منه نفع، إننا بحاجة أن نفرض على الدولة السير نحو تأمين بقاء الدولة والشعب، إننا بحاجة لوقف النظرة الضيقة لكسب المنافع الفئوية و السعي نحو إنقاذ الوطن في أقليم متوتر ينفخ في ناره القوى الاستعمارية لتذكي حروب تضمن لها السيطرة على الموارد.

إخواني لا أحب أن أكون تشاؤمياً لكن لا أرى أننا عند صندوق الاقتراع فكرنا بأن نحمي الكويت بل تركنها للقدر وانشغلنا بأنفسنا للأسف.