كنت في زيارة قصيره لدبي بعد انقطاع لسنتين ، حقيقة هذا البلد رائع في سرعة تطوره العمراني ، مدهش في قدرته على استيعاب ثقافات متعدده ، و من ثم صهر هذه الثقافات في نسيجه الاقتصادي و التنظيمي ، من يذهب الى دبي يجد فيها كل الثقافات العالمية تقريباً ، فابناء حام و سام و يافث مجتمعين معاً رغم اختلاف ألسنتهم و ألوانهم و ثقافاتهم ، يشيدون مدينة عصرية رائعه تناطح السحاب و تنافس المدن التي هي اقدم منها في هذا المجال.
و بنظره سريعه تجد أن مجمل العمران و التطور قد بدأ به في الثمانينات و استمر المسير حتى هذا اليوم ، ان العمر الزمني قصير لكن الناتج كبير ، و السؤال الذي يطرح نفسه " كيف حققت دبي ذلك؟"
في اعتقادي أن عوامل عديده ساعدت دبي على النهوض و لكن أهمها هو سرعة اتخاذ القرار ، أي بكل بساطة الحزم ، فقيادة الامارة الحكيمة استثمرت كل امكانياتها لبناء الامارة و تطويرها و اتخذت القرار تلو القرار دون كلل أو ملل ، و بالأخص دون تسويف و مماطله ، و لعل أبسط مثال هو مترو أنفاق دبي أو قطار دبي أو سمه ما تشاء ، قبل سنتين فقط لم يكن شياء ً مذكورا ،و هو ماثل للعيان اليوم و تراه كأنه حلم يتحقق.
و الان سوف أعود لأكون كويتياً و أتكلم عن بلدي ، الذي أزدهر و علا نجمه ثم بدأ يخبو كل يوم ، بلدي الذي يعاني من التسويف ، بلدي الذي لديه لجان أكثر من المشاريع ، و مشاكل أكثر من المنجز ، و السبب لا يخفى على أحد "سوء الظن" ، فما أن تبدأ الدولة أو التجار في أي مشروع حتى نسمع حماة المال العام يتصدون له ، و يسردون الحجج و البراهين أن هذا المشروع تنفيع و أن هذا المشروع كذا و كذا ، و الغريب العجيب أنهم لا يستطيعون أثبات ما يقولون ، فتراهم يحتجون بوثائق عجيبه غريبه لها أول و ليس لها تالي ، و يصبح خريج الطب خبير اقتصادي ، و المهندس دكتور جراح ، و الكل يدلو بدلوه و يجمع المحبين و المؤيدين على حساب الوطن ... الذي يظل ينتظر المشروع و لكن بلا جدوى ، فلقد ولّد حماة المال العام لجان تحقيق و تراجعت الحكومه و طارت رؤوس الأموال إلى دول الجوار لتبني ما لتقدر على بنائه في بلدها.
و السؤال لم الذي يطرح نفسه " لم أغلب -إن لم يكن كل- المشاريع المهمه في السنوات الاخيرة احيلت للتحقيق؟" ... الجواب بسيط نواب لا يعلمون أهمية الحزم في الانجاز فتاهو في غياهب اللجان و ضاعوا في أروقة الشكوك ، ونسوا أن دورهم تشريعي و ليس فني ، و أن دورهم راقابي و ليس قضائى ، و أن الحكومه هي من يجب أن تقوم بالدور الفني ، و أن القضاء هو من يحاسب المخطئ.
و كما يقول الشاعر:
يا صاحب الحزم بل يا حادي الرسم ***** عج بي إلى الحزم نستشفي بها ألمي
و بنظره سريعه تجد أن مجمل العمران و التطور قد بدأ به في الثمانينات و استمر المسير حتى هذا اليوم ، ان العمر الزمني قصير لكن الناتج كبير ، و السؤال الذي يطرح نفسه " كيف حققت دبي ذلك؟"
في اعتقادي أن عوامل عديده ساعدت دبي على النهوض و لكن أهمها هو سرعة اتخاذ القرار ، أي بكل بساطة الحزم ، فقيادة الامارة الحكيمة استثمرت كل امكانياتها لبناء الامارة و تطويرها و اتخذت القرار تلو القرار دون كلل أو ملل ، و بالأخص دون تسويف و مماطله ، و لعل أبسط مثال هو مترو أنفاق دبي أو قطار دبي أو سمه ما تشاء ، قبل سنتين فقط لم يكن شياء ً مذكورا ،و هو ماثل للعيان اليوم و تراه كأنه حلم يتحقق.
و الان سوف أعود لأكون كويتياً و أتكلم عن بلدي ، الذي أزدهر و علا نجمه ثم بدأ يخبو كل يوم ، بلدي الذي يعاني من التسويف ، بلدي الذي لديه لجان أكثر من المشاريع ، و مشاكل أكثر من المنجز ، و السبب لا يخفى على أحد "سوء الظن" ، فما أن تبدأ الدولة أو التجار في أي مشروع حتى نسمع حماة المال العام يتصدون له ، و يسردون الحجج و البراهين أن هذا المشروع تنفيع و أن هذا المشروع كذا و كذا ، و الغريب العجيب أنهم لا يستطيعون أثبات ما يقولون ، فتراهم يحتجون بوثائق عجيبه غريبه لها أول و ليس لها تالي ، و يصبح خريج الطب خبير اقتصادي ، و المهندس دكتور جراح ، و الكل يدلو بدلوه و يجمع المحبين و المؤيدين على حساب الوطن ... الذي يظل ينتظر المشروع و لكن بلا جدوى ، فلقد ولّد حماة المال العام لجان تحقيق و تراجعت الحكومه و طارت رؤوس الأموال إلى دول الجوار لتبني ما لتقدر على بنائه في بلدها.
و السؤال لم الذي يطرح نفسه " لم أغلب -إن لم يكن كل- المشاريع المهمه في السنوات الاخيرة احيلت للتحقيق؟" ... الجواب بسيط نواب لا يعلمون أهمية الحزم في الانجاز فتاهو في غياهب اللجان و ضاعوا في أروقة الشكوك ، ونسوا أن دورهم تشريعي و ليس فني ، و أن دورهم راقابي و ليس قضائى ، و أن الحكومه هي من يجب أن تقوم بالدور الفني ، و أن القضاء هو من يحاسب المخطئ.
و كما يقول الشاعر:
يا صاحب الحزم بل يا حادي الرسم ***** عج بي إلى الحزم نستشفي بها ألمي