20‏/11‏/2009

رؤوساً قد أيعنت


إني أرى رؤوساً قد أيعنت و حان قطافها ، هذة المقولة تنطبق على الحالة السياسية الكويتية بكل جدارة ، فكلا المعسكريين الحكومة و النواب خاسر لا محالة ، و لا مستفيد من هذه الجعجعة سوى زمرة من الناس تسعى لأهداف خاصة لست أعلمها و لا حتى استطيع تخيلها ، و الخاسر الأكبر هو الوطن و من يعيش عليه.

لنعود من جديد لنرى أين نحن الآن ، و أين وجهنا سفينتنا في المرحلة المقبلة ، ببساطة الخيارات المتوفرة قليلة و معدودة بالأصابع ، و جميعها مر لا يستزاغ لكن لا مفر منها و لا محيص ، الخيارات في اعتقادي لن تتعدى حل المجلس و الدعوة للانتخابات ، أو استقالة الحكومة و تعيين رئيس وزراء جديد ، أو الاستقالة و العودة بنفس رئيس الوزراء ، أو حل المجلس حلاً غير دستوري ، لنرى كل خيار ما له و ما عليه .

الخيار الأول و هو حل مجلس الأمة و الدعوة لانتخابات ، هذا الخيار دستوري لكنه يعطي مؤشراً واضحاً لفشل الدستور في حل المشكلات المتكررة ، فالدستور يقف عاجزاً أمام الغريمين الذين يختصمان و لكن بلا نتيجة ، فكل ما نحصل عليه هو الكر و الفر ، و لا شيء سوى هذا ، إن حل مجلس الأمة و بالتالي الحكومة الحالية يعطي مؤشراً خطيراً على ضعف الاستقرار ، و إن هذا له تبعات ليس من اليسير حلها تبدئ في التأثير على الاقتصاد و عجلة التنمية ، و على المدى البعيد قد يأثر هذا على استمرارية الإمارة ، هذا بالإضافة أن هذا الخيار مؤشر لأهمية مراجعة مواد الدستور ، و العمل على تصحيح بعض بنوده التي أدخلتنا في دوامه ليس لا نهاية.

الخيار الثاني و هو استقالة الحكومة و تعيين رئيس وزراء جديد ، هذا الخيار له العديد من المؤيدين و المريدين ، ولكن هذا الخيار لن يأتي بجديد في ظل صراع أبناء الأسرة على النفوذ ، بل ربما سوف يزيد من مشكلنا ، فالمعسكر الخاسر سوف يكيد لمن يتولى كبديل ، هذا بالاضافة أن أي رئيس وزراء جديد من خارج التشكيل الوزاري الحالي سوف يحتاج لوقت ليفهم و يعلم ماذا يفعل ، أما رئيس وزراء من خارج الأسرة فسوف يكون كالأطرش في الزفة ، مسير لا مخير.


الخيار الثالث استقالة الحكومة و العودة بنفس رئيس الوزراء ، هذا السبيل يذكرني بمن يصاب بجرح غائر ينزف و لكنه يتركه عى أمل أن يتوقف النزيف فيموت قبل أن يدرك مراده ، فالمشاكل العالقه ليست من النوع السهل بل على العكس ، هذا الحل سوف يجعلننا نسمع النباح في مجلس الأمة أكثر ، و يكون التعطيل أكثر و أكثر.

الخيار الرابع و هو الحل غير الدستوري ، هذا الخيار الذي يعيدنا للخلف ، ويثبت أن العقلية العربية غير قادرة على التعامل مع النظام الديمقراطي ، حقيقة هذا الخيار قد يوفر حلاً مؤقتاً لصراع السلطة بين النواب و الحكومة ، و يوقف نزيف الوقت الذي دمر المشريع و أعاق التنميه ، لكنه في الوقت نفسه يدمر أهم ما في الكويت و هو الحرية ، فعند حل مجلس الأمة يصاحب هذا رزمة من القرارت بهدف الحفاظ على السلطة ، هذه القرارات تعيدنا لمربع العالم الثالث ، و الأنظمة القمعية ، و بروز قوى معارضة وطنية ، و هلم جر من مسلسلات الدراما السورية ، هذا ما لست أتمناه إطلاقاً لوطني.

حاولت الإختصار في شرح الخيارات ، فلو اسهبت فلن يقرأ أحد حتى هذه النقطة ، بل سوف يمل الجميع ، لكن أحب أن أختم كلامي بأننا في الإنتخابات السابقة نحن كناخبين قررنا هذه الخيارات و فرضناها على الحكومة و المجلس.

اعتقد أن أي الخيرات السابقة سوف يكون لها نتيجة واحدة ، هو خسارة الوقت و كذلك تغير بعض الوجوه سواء في المجلس أو الحكومة ، الأيام القادمة سوف تبين لنا حقيقة أي الرؤوس سوف تطير.

ختاماً أتمنى أن تواجه الحكومة الاستجوابات ، و تصحح ما يمكن اصلاحه ، وتكفينا أي من الخيارات السابقة.

08‏/11‏/2009

كل هذا في عشرة أيام!!

كنت في رحلة خارج الكويت لعشرة أيام ، أنعم فيها بالهدوء و الراحة ، بعيداً عن البرلمان و الحكومة ، و لكن لعنة الانترنت لاحقتني و دخلت لأقر الجرائد ، يا لهو ما طرح!!!

في الكويت الأنظمة التشريعية و التنفيذية و المصرفية فاسدة ، نعم فاسدة فدائرة الفاسد استفحلت لتصيب كل ما يمكن الاعتماد عليه ، و لم يبقى لنا غير القضاء و أتمنى أن لا يكون قد فسد.



إن شيك رئيس الوزراء سواء كان قانوني أو غير قانوني ، و عرض المسلم للشيك سواء كان قانوني أو غير قانوني لا يعنيني في شيء ، فكلا النقيضين فقد الحس الأخلاقي و دخل في حرب شعواء لا يعترف فيها بالأخلاقيات و القيم ، المسلم سعى لنشر الهرج و المرج و هتك الستر ، و الطرف الآخر هتك حجب العمل السياسي بالتعامل المالي مع الرقيب ، و دخل في شبه أخلاقية معلومة و واضحة .

إننا بحاجة لوقفة أخلاقية قبل أن تكون سياسية ، أقف عند هذة النقطة ، و انتحب كما انتحب أبوالقاسم الشابي حين قال:


إني أرى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم جَهلاً وعاشُوا عِيشة َ الأَغرابِ
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ

للإطلاع على باقي القصيدة