من الشائع في الكويت مقولة " على شينك قوات عينك" ، و تقال عندما يخطئ الشخص و يكابر في الخطأ و لا ينكره ، حقيقة هذه البلوى التي ابتلينا بها في الكويت و أصبحت شائعة ، فكل من يخطئ يكابر في الخطيئة و لا يستطيع أن يقف كما الرجال و يقول آسف كنت مخطئً.
ببساطة ينحرف شخص عليك ، فتنبهه بمزمار السيارة ، فيقف غاضباً و يتصارع معك لكماً باللسان و باليد ، أو تقف في الصف منتظراً دورك فيتخطاك أحدهم فتطلب منه أن يقف بالدور فيشتمك ، أو ...
الأمثلة أكثر من أن تعد و تحصى ، و لكن المشكل ليس بالخطأ إنما الإصرار على الخطأ ، فهذا الشخص الذي نبته لخطأ تافه أو كبير لا ينكر الخطأ قلبياً ، لا بل يصر عليه ، و يحاول أن يحصل على ما ليس له بأي طريقة.
إن إنكار المنكر ولو قلبياً مهم لقول رسول الله –ص- "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان" ، أصبحت الناس لا تحاول أن تجاهد نفسها و تغير المنكر ، بل أصبحت لا تخجل من إشهاره و السير فيه.
في الماضي كانت الناس تستحي من أن تقول أن فلاناً توسط لي لأحصل على كذا و كذا ، لكنهم اليوم بكل وقاحة يقف ليقول " لا تروح بدون واسطة ترى يردونك ، ترى فلان مشاني" ، عجيب!!! صدق رسول الله –ص- حين قال "الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان".
و نعود لنرى أن القادة و السادة من الأمة هم من يحرض الناس على تخطي رقاب الناس ، و هم من علهم عدم احترام القانون و القبول به ، فنائب يسقط مخالفات ، و نائب يتوسط لمجرم ، و نائب يسفر للسياحة باسم العلاج ، و نائب يصرخ ليرقي ابن عمه ، و هلم جر.
إن البلاء كل البلاء أن نختار هؤلاء القوم ليكونوا وجهاءنا ، و هم بلا حياء و لا إنكار للمنكر.