26‏/02‏/2012

اليوم عيد وغداً لناظره قريب

نحتفل في هذه الأيام في الوطن الطيب بذكرى الاستقلال والتحرير، نحتفل بعد مخاض عنيف أنجب لنا مفاهيم جديدة، وأوصل لنا رسالة لا يعيها إلا القليل.

بعد أكثر من خمسين عام في ظل نظام ديمقراطي دستوري، نظل نعيش في مجتمع شرقي، مجتمع يعيش في جدران الأفكار التقليدية والأنماط الثابتة، لم نزل نرى بعين الصراعات والأثنيات بعيداً عن المستقبل، مازلنا نمجد البطولات الزائفة ونحيي الدمار.

مازالت تحكمنا الفتوى، والغريب أنها فتوى الجهلاء لا العلماء، مازال ينقصنا الكثير من قيم العدالة، مازال ينقصنا المفهوم الإنساني بدل المفهوم الفئوي الضيق، وهذا والله أمر مهم جداً.

لقد أثبت ٢ فبراير أن نصف قرن من الديمقراطية لم يغير الكثير في الفكر الكويتي العربي الإسلامي، فالموروث الشرقي هو الذي يحكمنا وليس أي شيء آخر.

قد يعتقد من يقرأ المقدمة بأنني أنتمي لتيار خسر الانتخابات، لكني أحب أن أعلمه أنني من تيار فاز، فلذلك لا يستعجل في الحكم علي.

لقد أنجبت الديمقراطية الكويتية ممثلين لها من تيارات فكرية متطرفة لا تأمن بها لكنها تستخدمها كأداة، فكيف يحمي وينمي الديمقراطية من لا يؤمن بها!!

فالأفكار التقليدية الشائعة الدينية منها والقبلية لم تكن يومياً في صالح الديمقراطية، لا ولم تؤمن بها بل استخدمتها بأبشع الأساليب وجعلتها أداة لصراعها الأزلي في البقاء.

فالتيارات السياسية المتأسلمة والتيارات القبلية كانت ومازالت تسعى أن تفرض واقعها على المجتمع الكويتي، ولقد نجحت بشكل كبير في ذلك، بغض النظر عن الظروف والأسباب.

إن ديمقراطيةً فِكُر ممثليها يتمحور في القشور الإجتماعية هي في الحقيقة عبء بدل أن تكون سبيل، هي في الواقع العصا التي توقف العجلة لا قوة الدفع.

إن النهوض بالمؤسسات يحتاج بالمجتمع بأن يدفع رجال دولة ومفكرين، قادة رأي وقادة عمل، لكن المجتمع و للأسف أصر على موروثه الشرقي فلم نجني غير مجلسٍ أوله صراخ وأتمنى أن يكون آخرة خير لا دمار.

إن مجلساً في ظل الظروف الأقليمية الراهنة أولوياته هي الجدليات ليس منه نفع، إننا بحاجة أن نفرض على الدولة السير نحو تأمين بقاء الدولة والشعب، إننا بحاجة لوقف النظرة الضيقة لكسب المنافع الفئوية و السعي نحو إنقاذ الوطن في أقليم متوتر ينفخ في ناره القوى الاستعمارية لتذكي حروب تضمن لها السيطرة على الموارد.

إخواني لا أحب أن أكون تشاؤمياً لكن لا أرى أننا عند صندوق الاقتراع فكرنا بأن نحمي الكويت بل تركنها للقدر وانشغلنا بأنفسنا للأسف.