24‏/06‏/2009

المشكلة في طور التعديل



من اطلاعي على مدونات الأعزاء حماة الفكر و الديمقراطية المدونين ، شد انتباهي تحيزهم للرأي معين إما مؤيد أو مخالف لاستجواب وزير الداخلية، هذا التحيز أضاع في ردهاته التفكير في ما بعد الاستجواب ، ألا و هو طرح الثقة.

من الواضح أن واضعي الدستور حرصوا أن تكون الخطوة التي تلي الاستجواب خطوة فاعلة نحو الاصلاح لفرضهم المسبق أن ما يحويه الاستجواب هو من عظائم الأمور ، لذلك تجد أن الاستجواب إما ينتهي بتوصية أو طرح للثقة في الوزير المستجوب.

و على اختلاف المدونين فقد اتفق اغلبهم أن المحورين الثاني و الثالث لا يمكن وصفهما بالمخالفه الجسيمة ، مما يجلنا بحاجة لمراجعة المحور موضع الخلاف ، و دراسة نتائج ما يحويه هذا المحور من تناقضات.

فالمحور الأول الذي طرح أثناء النقاش حوى في طياته عرض جيد لتفاوت الاسعار بين العقد موضع الشبه و العقود السابقة و اللاحقة ، و حقيقة لا أرى سبب واضح لارتفاع سعر الإعلان إلا طمع المتعاقدين و استغلالهم لضيق الوقت ، مما احرج الوزير الخالد ، الذي لم يجد مبرراً مقنعاً لارتفاع السعر ، لكن ما تلى طرح هذة النقطة في الاستجواب حول هذا المحور أثار حفيظتي ، فزج أسم علي الخليفة لم يكن له مبرر!! و إزالة الإعلانات ليست جزء من حبكة المحور!! فماذا المقصود من زجهما في سياق النقاش غير التشويش و الايحاء لجمهور المتلقين الذين يحملون في بواطن عقولهم مشكلة الناقلات ، هذا الايحاء السيء ليس له مبرر في النقاش ، و هو تشهير غير قانوني أيضاً.

أعود للحبكة الرئيسية و هو إرتفاع السعر ، و يعلم أغلب العاملين في مضار العقود الحكومية ، و جود مشكلتين اساسيتن في قانون المناقاصات الحالية ، أهمها طول الدورة المستندية ، و الثاني عدم وجود نظم للصرف في حالات الطوارئ ، لذلك تجد أن أغلب الشبهات تحوم حول العاملين في الأوقات الحرجة الضيقة ، و هو في اعتقادي سبب المشكلة التي وقع فيها الوزير ، فلقد عمل الوزير على تعجيل ابرام العقد ، فلجأ لنظام المصدر الوحيد الذي يعتبر أقصر دوره مستندية ، و لكنه يسمح للشركة المتعاقدة في فرض السعر الذي تراه مناسب ، و هنا مربط الفرس.

و في ظل الدستور الذي يجبر أن تكون الانتخابات في غضون شهرين ، لا يمكن التراجع عن المصدر الوحيد في حالة اللجوء إليه لأن ذلك سوف يزيد من التأخير ، مما يسبب مشكلة عدم وجود الخدمة المطلوبة و يحرج الوزارة.

و للعلم فإن لجان المجلس تناقش تعديلات على القانون المناقصات ، لذلك اتمنى أن يأخذ في ثناياها موضوع عقود الطوارئ و تعالج هذة المشكلة.

و الآن اتمنى من من يسمعني أن يحاول أن يضع نفسه في مكان الوزير و يختار "تأخير الانتخابات و تدمير البلد" أم "تطبيق القانون و التعرض للمساءلة".

لذلك أقول طرح الثقة قبلي و هم يعلمون ذلك ، و لا تقولي خمس ملايين ، أريد رقم الملايين التي صرفها العليم في الكهرباء و لم يستجوبه أحد ، و الهدر فيها أكبر ، لكن الفئويون يعملون على أهوائهم و يخدعون من يسمع حلو كلامهم ، و لا يرى مصاديق أعمالهم.

هناك 4 تعليقات:

  1. المادة 4 من قانون المناقصات العامة 37/1964

    ويجوز للجنة المناقصات المركزية فيما زاد على الحدود المبينة في الفقرة السابقة أن تأذن للجهة الحكومية أن تقوم باستيراد أصناف أو بالتكليف بإجراء أعمال بالممارسة إذا رأت من المصلحة ذلك بسبب نوع الأصناف أو الأعمال المطلوبة أو ظروف الاستعجال أو غير ذلك.

    =================================================

    القانون يسمح متى ما تم الإستئذان من لجنة المناقصات المركزية. عادة يتم إستدراج ثلاث عروض بشكل مباشر دون المرور على لجنة المناقصات

    الوكيل حاول ان يقوم بالإجراء القانوني ثم تفاجأ بأن الوزير قد قام بالتعاقد دون معرفة أحد

    ثم إن نفس ظرف الإستعجال في 2008 قد حدث في 2009 أي حل المجلس و الدعوة لإنتخابات في ظرف شهرين. فكيف تمكنت الوزارة من إرساء عقد في 2009 ؟

    الأمر الآخر و هو المنطقي و لكن يستصعب على وزير التكنوقراط جابر الخالد

    عندما عدل قانون الإنتخاب كان من الحري بالوزير ان يحيل نص القانون الجديد على إدارة الإنتخابات و ان يطلب منها تقريراً حول التعديلات التي جرت على القانون و أثرها على عمل الوزارة. و كان من المنطقي طرح عقد توريد بحسب الطلب
    Service Order Type
    لمدة أربعة سنوات تحدد فيه المواصفات و الأسعار لكل سنة واضعين في الإعتبار زيادة الأسعار الزمنية. حينها حين تقام أية إنتخابات كانت إما لمجلس الأمة أو المجلس البلدي سواء في الوقت المحدد أو بصورة غضطرارية كالحل أو إنتخابات تكميلية في حالة فستقالة احد الأعضاء أو وفاته لا سمح الله و تلتزم الشركة بتوفير الإعلانات بحسب نموذج الطلب و العدد المطلوب من الوزارة

    هذا هو المنطق الصحيح. فلا تأخير للإنتخابات و لا تدمير للبلد

    التذرع بالفئوية سهل. لكن السؤال : هل هناك بورد إعلاني قيمته 14 ألف دينار في 2008 و ذات البورد قيمته 300 دينار بعد سنة ؟

    السؤال الأهم : من هو المستفيد من عقد الخمس ملايين ؟

    و لم كذب الوزير حين قال بأن لديه إستثناء من مجلس الوزراء ؟

    و لماذا لم يجاوب على الأسئلة البرلمانية ؟

    و كيف لا يعلم لا الوكيل و لا الوكيل المساعد بامر التعاقد ؟ من إستدرج العروض ؟ و من فاوض الشركات ؟ و من صاغ العقد ؟ أين دور الجيش العرمرم من موظفي وزارة الداخلية ؟

    وزير الداخلية لم يطبق قانون العقود و لا قانون المناقصات العامة و لا قانون ديوان المحاسبة و لم يلتزم بقرارات وزير المالية بشأن الرقابة المالية. لذا فهو يستحق المسائلة

    القول بأن الوزير طبق القانون .. هو قول باااااطل

    الحلم الجميل

    ردحذف
  2. الاخ سرقالي


    انت تقول الاستجواب قبلي على اساس مشكلة الفرعيات يمكن نظرتك فيها شيء من الصحة

    طيب النواب الي ماعندهم مشكلة ليش ما ناقشوا مشكلة الخمس ملايين الي تدين الوزير من أ الى ي
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    - لو مرزوق الغانم او علي الراشد او اي نائب غير القبيليين قدموا نفس الاستجواب ونفس المحاور شنو بيكون تعليقك على الاستجواب

    ردحذف
  3. الأخ الحلم الجميل
    مشكور على العرض الجيد للقانون
    أنا أوافقك في جانب أن الوزير لم يستخدم القانون بشكل صحيح
    و لكن أنا ناقشت مشكلة المصدر الوحيد (Single Source)
    و الذي كانت نتيجة لقرار البلدية ، كما أوضح الوزير و ليست قراره هو

    ردحذف
  4. الأخ أهل شرق
    أنا حاولت أن أقول أن الاستجواب حق للنواب ولكن طرح الثقة قبلي
    فطرح الثقة مبني على الاستجواب و ثلثي الاستجواب مفند
    و الجزء الذي يحمل مشكلة أحيل للنايبة
    كان يكفي رفع توصية بالتحقيق و استعجال النتائج كما في الفحم المكلسن و المدينة الاعلاميه و قضايا وزارة الكهرباء ... لماذا كلها تحولت لجان تحقيق و لم تطرح الثقة في الوزراء المعنيين؟!!!
    للعلم قيمة المخالفات أكبر في القضايا السابقة
    هنا مربط الفرس الكيل بمكيالين و التعامل الشخصاني الذي ينبع من التطرف القبلي

    ردحذف