25‏/05‏/2009

بالطبع محاصصه



في الكويت و منذ التحرير و حتى اليوم تعاقبت حكومات عديدة على دولة الكويت ، هذه الحكومات حوت العديد من أبناء هذا الوطن الذين عملوا بجد على بنائه و تعميره حتى أصبح القاصي و الداني ينادي الكويت ب "درة الخليج".

من الملاحظات التي تستحق مراجعتها هو النجاح الباهر لحكومات الستينات و بداية السبعينات في تحقيق دولة الرفاهة و إيجاد البنى التحتية للدولة الناشئة في ظل تدفق الفوائض المالية ، على نقيض حكومات الفترة الحالية التي تعثرت في بناء الدولة ، أقصد تعثرت في المحافظة و تطوير تلك البنى التحتية حتى أصبحنا نعاني من العوز في أغلب إن لم يكن كل الخدمات ، و يكفيني دلالة مشكلة الكهرباء التي أصبحنا نستجديها من دول الجوار.

إن هذه الحكومات –الستينات و بداية السبعينات- حوت من أبناء الكويت أشخاص عديدين ، و بالتالي تعددت أصولهم و منابعهم و مشاربهم و لكنهم حققوا الكثير ، و في نظرة تشاؤمية للأمور فإن هذه الحكومات كانت حكومات محاصصة حسب التسمية الحديثة لنواب القرن الحادي و العشرين ، و لكن في الحقيقة هذه الحكومات كانت حكومات منتجة ، و هذا هو مربط الفرس.

نحن في حاجة لحكومة منتجة سواء كانت مبنية على محاصصه أو تكنوقراط ، ليس المهم الأشخاص و خلفياتهم ، بل المهم خطه واضحة مع جهة تنفيذية تعمل على الإنجاز ، و رقابة على تنفيذ هذه الخطة من قبل مجلس الأمة.

إن انحراف الدور الرقابي هو أحد التحديات التي تواجه الحكومات الجديدة ، فنواب القرن الحادي و العشرين هم من ساهم في تأخر الخطط التنموية بتعدد أجنداتهم و أفكارهم ، و كذلك شجع هذا الأمر الحكومة على التقاعس في تقديم الخطط التنموية أو طرحها في شكل مشوه يخالف الواقع و غير قابلة للمتابعة و التدقيق.
إن التحدي القادم هو إجبار الحكومة على طرح خطط تنموية قابلة للقياس و المتابعة ، قبل البدء بأي رقابة لأن الرقابة المطلوبة لا تكون إلا على أجندة مشتركة و ليست أجندة خاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق