11‏/11‏/2011

بوشلاخ إلى متى؟!

منذ كنا في الصغر، و الوالدين يحثوننا على تحري الصدق و تجنب الكذب، يزرعون فينا قيم العظمة و يعلموننا مبادئ الحق، و لقد جبل مجتعنا على تحري الصدق، و سخر دائماً من الكذاب و سماه "بوشلاخ"، لأنه لا يكف يبني الكذبة على الكذبة.

الشلاخين أصبحوا كثر في مجتعنا الحاضر، فهم أصبحوا أكثر من مجرد أشخاص بل تطوروا ليصبحوا اليوم مؤسسات أعلامية توجه المجتمع باستخدام الكذب و الإفتراء، وهذا الكذب الموجه أوجد في مجتمعنا غشاوة، لا يمكننا من خلالها رؤية الحقيقة، و لا حتى معرفة اتجاها إلا بعد التقصي العميق الغير ممكن إلا مع التخصص.

فلو بدأت تقرأ ردود الكويتين على أي خبر محلي - صغير كان أم كبير، لعجبت من تفاوت وجهات النظر، ومن مستوى الشك و الريبة و التكبر و الغطرسة الموجودة في ردود القراء، وإني أكاد أن اجزم أن هذة الردود تمثل مشاعرهم الحقيقية، لأنهم حين يكتبون ردودهم لا يوجد عليهم لا رقيب و لا حسيب سوى الله وقناعتهم، ولعل أغلبهم ينطلق من موروثات اجتماعية أو دينية بغيضة لا تمت بتعاليم الدين و المجتمع في شيء، بل هي على نقيض المتعارف، لكنها للأسف مخفية في أنفسهم و أظهرتها دقات أناملهم على مفاتيح الحاسوب.

لا أستطيع أن أنكر أن أمراض النفوس موجودة منذ قديم الأزل، ولعل قصة هابيل و قابيل من أوائلها، لكن ما أثار حفيظتي أن المؤسسات الإعلامية الكاذبة نفخت في المجتمع الكذب و البهتان، حتى نمت البغضاء بين فئات المجتمع بشكل يجعل الانسان في حيرة كيف له أن يوقف مثل هذا الانحدار، و لقد أذكت نيران التفرقة ليس على مستوى الأشخاص بل على مستوى الجماعات، مما أحدث شروخ في المجتمع غير قابلة للشعب، و خروق غير قابلة للرتق.

عندما نقرأ خبر أو نسمعه أو نراه يجب أن نقف و نحلل الخبر،

هل ما نقل حقيقة غير قابلة للنقاش؟!
هل ما نقل نقل بحيادية و بغير توجيه؟!
هل ما نقل ينسجم مع الدين و القيم؟!

لا يهم من قال و لكن المهم ماذا قيل، فلكل انسان على نفسه بصيرة، و يعلم الحق و الباطل حتى لو كان من مدعي علم دنيوي أو ديني.

لذلك يجب أن نسمع بأذن واعية، و نتحرز من الملوثات الاعلامية، و نعيد كل شيء لأصلة لنرى بوضوح و نمسح الغشاوة و نكشف الشلاخين.



هناك 3 تعليقات: