09‏/08‏/2010

أخوان عبس

عنترة فارسٌ شاعرٌ لا يصفه مثلي ، عاش في ظل مجتمع عنصري يبغضه للونه ، و يستصرخه لبأسه ، كان مثال القوة و البأس ، تميز على أقرانه في زمانه ، له لسانٌ عذبٌ ، و حسٌ مرهفٌ ، و فكرٌ خلّاق.


يقول عنترة في إحدى روائعه:


سيذْكُرني قَومي إذا الخيْلُ أقْبلت
وفي الليلة ِ الظلماءِ يفتقدُ البدر
يعيبون لوني بالسواد جهالة
ولولا سواد الليل ما طلع الفجر
وانْ كانَ لوني أسوداً فخصائلي
بياضٌ ومن كَفيَّ يُستنزل القطْر
محوتُ بذكري في الورى ذكر من مضى
وسدتُ فلا زيدٌ يقالُ ولا عمرو




هذا الشاعر الفارس عانى الأمرين من قومه ، فهم عنصريون حتى النخاع ، قوم لا يفهمون معنى الكفاءة ، و لا يقدرون العطاء ، لذلك لم يكن لهم ذكر عظيم بعد عنترة ، فصدق حين قال محوتُ بذكري ذكر من مضى ، لأنه أهلٌ لذلك و غيره فلا.


 


في الكويت هناك أخوان لقوم عنترة ، أناس لا يعرفون إلا التعيير ، لا يميزهم شي سوى الدم ، فهم في نظرهم أنهم مميزون لأن هذه الدماء تجري في عروقهم ، لكن الحقيقة أن هذه الدماء لا تعني شيء ، فهي وجدت لتحفظه لا لترفعه ، و لا يرفع الإنسان عرقه ، و لا يفيده نسبه ، فهذا قول معروف.


 


إن التمييز العنصري في هذا البلد بحاجة لوقفه جادة ، فهي السلاح الذي يفرق أبناء البلد ، و هو الخطيئة التي لا يجب التسامح فيها ، و لا بد من الابتعاد عنها.

هناك تعليق واحد: