29‏/03‏/2010

ألا يتعلمون؟!

يقول عنترة العبسي

أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ
********** وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني
********** وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ

هذا حالي و حال المدينين من أبناء وطني ، الذين يسمعون الوعود تل الوعود ، بلا وفاء و لا يحزنون ، نوابٌ يطلقون اقتراحاً تلو الآخر حول توزيع المنح و العطايا ، كأننا في قبلية قد غزت ، و توزع الأنفال على بنيها.

ما هكذا تورد الإبل يا نوابنا الأفاضل ، فليس من المعقول هذا التسرع و التفكير العلني ، فنحن لسنا في جلسة أنس في ديوانية ، أننا نتكلم عن مستقبل بلد و مصير أمة ، إن من يقرأ هذه الاقتراحات يعلم بدون أدنى شك أن من صدرها و تبنها لم يدرسها ، و لم يتعب نفسه في التفكير فيها ، بل أطلقها على عنانها و أشغل الدولة و الأمة في الصراع و التفكير و البحث و التدقيق ، و أضاع الكثير من الجهد بلا جدوى ، كان سوف يوفره لو تعقل.

عندما يقف نائب ليدعو إلى توزيع منحه ، فهو بكل تأكيد لم يتعلم من الدروس الفائتة ، و لم يدرك الضرر الذي يلحقه في الأمة ، سوف أذكر بعض الأضرار التي يعلمها من هم على شاكلتي – الفقراء النتضررون المسلوبون الإرادة ، و اتمنى أن يعلم النواب ماذا يفعلون ، لعلهم يتذكرون!!

عندما تصرف منحه في البلد فإن السلع تتضاعف قيمتها لوجود السيولة لدى الناس ، فيصبح ما يباع بدينار بعشر و هذا هو التضخم ، فيصرف الناس ما عندهم في شهر ، و بعد الشهر يبكون الغلاء و يطالبون بالزيادة ، و يضربون للكوادر ، فندخل في سجال عقيم ماله نهاية واضحة.

و في نفس الوقت الذي تصرف أموال الدولة في البذخ بدل الصرف على البنى التحتية التي يبكيها الفقير قبل النائب يطالب نوابنا بالمنح ، فإذا مرض الفقير لم يجد المكان لعلاجه ، و النائب في لندن و باريس يتطبب ، و ذهب الفقير يطلب كهرباء لبيته لم يعطوه لأن المحطة تالفة أو لا يوجد مخزون كهربائي متوفر يعطوه ، و النائب ينعم في قصره و ديوانه ، هذا و إذا تخرج أبن الفقير لم يجد العمل الذي يعيله لأننا لا نبني و لا نعمر ، بل نستهلك ما عندنا و المكان طفح بالموظفين.

هذا نزر قليل من ألم كبير ، و هموم شتى ، إن المواطن الفقير يعلم أنكم تدمرون البلد و انتم تائهون عن هذا ، أم إنكم لا تعرفون كيف تقودون البلد؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق