16‏/11‏/2010

حتى في لندن عنصرية …!!


كنت مع أم العيال في رحلة قصيرة لربوع مدينة الضباب ، و ألحت علي العزيزة لنزور مطعم يقدم مأكولات عربية ، دخلنا و المطعم الضيق مليء بالإخوان من كل بلاد العرب ، لكن حظي أوقعني بجوار أسرة كويتية ، كانوا يشربون الشاي و يتسامرون - عليهم بالعافية عسى دوم - كان صوتهم يصلني لأن المسافة لا تتعدى النصف متر ، و في حوار طويل لا يهمني لكني كنت اسمعه رغم أنفي ، انطلقت احداهن بأبشع أنواع العنصرية التي لا أعلم من أين دخلت قلوبنا نحن أبناء البلد الواحد و المصير الواحد فقالت "غزونا الشيعة و البدو" !!!

حقيقة كم تأثرت و تضايقت من هذا الحوار البعيد عن كل القيم الإنسانية و الإسلامية ، و الدخيل على المفاهيم التي وضعها الآباء و الأجداد عندما وضعوا الدستور الكويتي ، ليتهم - أخ - ليتهم يسمعون كلام هذه السيدة الذي سرى في بدني كالسم ، رغم أنها عمرت ما عمرت لكن قلبها مليء بالعنصرية مثل برميل زفت فاحت رائحته و للأسف عندي ، و أين في بلاد الحرية و المساواة ؟! فيا للعجب كيف الحرية تكشف الأقنعة.

حقيقة لم أفهم ماذا تريد ، الشيعة و البدو و باقي سكان الكويت التي هي منهم - لا أعلم هي من أي تصنيف لذلك لا أريد التجني - كانوا موجودين منذ تأسيس الكويت ، و ساهموا ببناء نهضتها التي تنعمين بها اليوم ، كلٌ شارك و أسهم و لم يبخل ، و هم كذلك من دافع عن الكويت في الغزو من الجهراء إلى يومنا هذا.

إن كانت مشكلتك في من يتكاثر فشجعي قومك على التكاثر ؛)، أما إن كانت مشكلتكي في من يترقى و يتولى مهام الدولة فهذا منوط بالكفاءة ، و ليس لغيرها من الأمور اعتبار ، و من اتبع غير هذا الدرب فهو ظالم لا محالة.

نريد لهذا البلد أن يغدق على من يبني ، لا أن يغدق على ولد فلان و قريب علّان ، لا يهم من أي تصنيف أنت ، لا يهم من أي قوم أنت ، المهم أنك كويتي و تبني ، أنت تعمل لذلك انت متميز ، أما من قال كان أبي و فعل جدي ، فأبوك و جدك مشكورون أما أنت فأحمق تافه لا قيمة لك حتى تبني و تعمر ، أما أن تعيش على ما فعله سلفك فهذا تلف لا بعده تلف ، فما انت سوى زيف يدمر البلد بأفكار لا نفع منها ، و يقسم الناس ليميز نفسه و هو في ذاته خواء.

و ليست قصة سكوب عنا ببعيد و غيرها من القصص التي هي أبشع من القتل في ذاتها ، و انتن من الجيفة.

هناك تعليق واحد: