22‏/09‏/2009

سياسة التوظيف الحكومي و الكوارث



عندما رجعت في ذاكرتي للكوارث التي تصيب الدولة ، و جدت أن أغلبها نتيجة حتمية لمقدمات تمت على أرض الواقع ، سوف أحاول بالسطور التالية تذكر بعض المشكلات ثم استجلاء نتيجة ، قد تتفقون معي و قد تختلفون حسب منابعكم و مشاربكم ، و على الأغلب هذه النتيجة غير كاملة لأنها من زاوية واحدة، لن أعود في الزمن كثيراً لأنني سوف احتاج اشهر لاسطر ما تعانيه البلد.

الكارثة الأولى: انفجارات القطاع النفطي
في حقبة التسعينات عانى القطاع النفطي من سلسلة من الانفجارات في قطاعي التكرير و الانتاج ، هذه الانفجارات كان لها تأثير محلي واسع ، فبعد أن انجلت الغبره قامت الدولة بالعمل على تحديث القطاع لمعرفتها أن من أهم اسباب الانفجارات يعود لاخطاء بشرية و اهمال صيانة المنشآت النفطية ، و استثمرت الحكومة بشكل كبير في تدريب الكوادر العاملة ، توظيف الكفاءات بعيداً عن المحسوبية ، ترقية الفنين المتخصصين لاصلاح الخلل ، هذة الاجراءات كفلة وقف التدهور لفتره زمنية ، وبعدها عادة الحكومة لسابق عهدها بالعمل بساسية "خشمك أذنك" ... والله يستر مما سوف يأتي.

الكارثة الثانية: انقطاع الكهرباء و عدم توافر الطاقة في فصل الصيف
هذه المشكلة مازلنا نعاني منها و قد تستمر المعاناة لسنوات قادمة ، بدأت المشكلة نتيجة للجمود الوظيفي في القطاع لسنوات ، و ضعف المردود المادي للعاملين في القطاعات الهندسية مما أدى لنزوح الكفاءات و ابتعاد المتخصصين ، و توظيف جموع تحمل الشهادات الهندسية من جامعات ذات مستوى ضعيف و بمباركة وزارة التعليم العالي ، و كذلك تدخل النواب في الترقيات بشكل مباشر أو غير مباشر ، كل هذا أدى لإضعاف القوى العاملة و ارباك مسيرة القطاع الحيوي ، و لا أعلم متى سوف تصلح الحكومة المشكلة.

الكارثة الثالثة: محطة مشرف للصرف الصحي
محطة وضع المتخصصون و غير المتخصصين ملاحظاتهم القيمة عليها ، تم اهمال الملاحظات و الاستخفاف بآراء من تكلم عن المشروع من باب النصح ، و النتيجة فشل المشروع و تلويث البيئة ، و لا أعلم أين سوف نصل بعد ، و من الملاحظ فشل مهندسي الوزارة في وقف تدفق المجاري للمحطة في حين نجح فريق الغوص الكويتي مشكورين!!

ببساطة جميع ما سبق من الكوارث يجمعها عامل مشترك ، ألا و هو انها ناتجة عن مشاكل ذات طابع هندسي فني ، و أن وجه القصور فيها هو ضعف العنصر البشري الهندسي الفني في البلد ، حقيقة أهمية القطاع الهندسي في البلد لا يمكن الاحساس به إلا إذا وقعت مشكلة ، فهي تكون كبيرة غير قابلة للاصلاح بسهولة في ظل ضعف الكفاءات ، و عزوف المتميزين.

دعوني ألخص في ما يلي ما أريد أن أقول:
* لا نريد شهادات من جامعات ليس لها وزن علمي تعلق على الحوائط.
*لا نريد تدخل السياسين في ترقيات جميع موظفي الدولة و على الأخص القطاعات الفنية.
*لا نريد مفاضلة المناقصات حسب الأقل سعراً ، لأننا لم نجني إلا الخراب من خلف هذه السياسة.
*و الأهم لا تجعلوا الجمعيات الفنية مقدمة للانتخابات البرلمانية.

ببساطة لا تخلطوا الحابل بالنابل ، والله المستعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق