
حقيقة لم أسطر كلمة واحدة في ذروة التقاذف الطائفي حول الموضوع حتى أبتعد عن العصبية ، و أحاول أن أكون موضوعي في الطرح قدر المستطاع – مع شكي في قدرتي على كبح تأثير معتقداتي في كتاباتي – ولكن أتمنى أن أوفق في ذلك.
مناهج وزارة التربية تم تطويرها عدة مرات ، و لقد عكست هذه المناهج سعي الدولة لترسيخ القيم الأخلاقية و الوطنية و الدينية ، و كان لتغير أسم المؤسسة التعليمية من مجلس المعارف حتى أصبح أسمها وزارة التربية دليلاً لسعي الدولة لترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع.
و لقد سعت الدولة كذلك في تطوير التعليم الديني ، و أنشأت لهذا الغرض المعهد الديني ، سعياً منها في ترسيخ مبادئ الدين الحنيف في نفوس الجيل الطالع من هذه الأمة.
و خلال عمر التعليم في الكويت لم يشهد أي منهج تربوي احتجاجاً كالذي شهده المنهج الحالي ، هذا الاحتجاج أذكى طائفية بغيضة غير مقبولة ، و تراشق في المقالات ، و تجريح شخصي في بعض الحالات.
هذا بالإضافة أن الموضوع لم ينتهي على كونه عرض محلي لمشكل ، بل تطور ليصبح شأن إقليمي بعد عرضه في الفضائيات ، و أتمنى أن ينتهي عند هذا الحد و لا تستخدم المنابر الرمضانية لشحن عقول الشعوب المسلمة ، لتزيد الفرقة و تذكي نار التعصب المذهبي مع شكي في قدرة المتدينين على السكوت عن الموضوع و عدم طرحة في المنابر العامة ، أن لا أقول لكم لا تتحاوروا بشأن الموضوع ، و لكن تحاوروا بهدوء خلف الكواليس حتى لا تتعصب مجموعة أكبر ، و في النهاية نفقد السيطرة على مشاعرنا ، و من ثم يحدث ما لا يحمد عقباه.
لما سبق أعتقد أنه من الجيد أن يطرح الموضوع في مجلس الأمة في لجنة شئون التعليم والثقافة والإرشاد ، و هي المختصة في هذا الشأن و أن يستدعى كل الأطراف في هذا الشأن و يتفق على الخطوات التصحيحية في هذا الشأن ، بدلاً من الزوابع الطائفية ، و دعاوى حماة الدين – من الطرفين – الذين ليس لهم علم بالدور التدميري الذي يقومون به ، لا أقول لأي طرف لا تدافع عن وجهة نظرك بل أشدد أعرضها في نطاق ضيق داخل أسوار مجلس الأمة على اللجان المختصة ، لسنا في حاجة للتجريح و الهجوم على أعلام أي طرف ، كل العلماء من الطرفين محترمين ، و نشدد أن النقاش العلمي يكون بين العلماء المتخصصين ، و ليس علانية على رؤوس الأشهاد.