كنت أقلب صفحات الجرائد على النت لأتتبع التغطية الاعلامية لستجواب وزير الداخلية ، المتتبع للتغطية سوف يجد كيف أن الجرائد الكويتية بعيدة كل البعد عن الموضوعية في التغطية ، فهي إما مع الوزير أو ضده أو مشعلة للفتنة ، فالجرائد لا تتبع و لا تبحث عن الحقائق في محاور الإستجواب ، و لكنها للأسف تتبع تجهيزات المعسكرين ، و تنقل حرب الإشاعات و جس النبض.
إن نقل الخبر يحتاج إلى حرفية تبعد عنه الميول الشخصية ، و تحمية من العصبيات و الموروثات التي تؤدي لبناء الأحكام المسبقة ، و أغلب الجرائد الكويتية لا تراعي أن نقل الأخبار المشهوه و الكاذبة له تأثير مباشر على المجتمع ، و أن الضرر من نشر المعلومة الكاذبة أكبر بكبير من الكذبة نفسها ، و للأسف فإن بعض الجرائد جبلت على المراء ، و تكسبت على الفتنة ، و أصبح لديها المدخول المادي أهم بكثير من المجتمع.
إن البعد عن الموضوعية أصبح يسبب حرج للكويت في المحافل الدولية ، و ينقل صورة مشوهة عن الحقيقة ، و يسئ في بعض الحالات للمجتمع ، أو يسبب تدميراً لمركز البلد في المؤسسات الدولية ، و لأكبر مثال على تأثر الكويت بالأخبار المشوهة تقرير حقوق الإنسان الأخير ، الذي أحتجت عليه الكويت ، و لكن للأسف كان جواب معدي التقرير أن معلوماتهم مستقاة من التقارير الرسمية و الصحافة الكويتية!!
إن ما يضيق له الصدر دعم بعض المؤسسات المالية للجرائد المسمومه نتيجة لانتشارها ، هذا بالإضافة لضعف الإقبال على الجرائد الموضوعية - أو التي تسعى لتكون كذلك - ، و حب الكثير لتتبع العورات و ليس الخبر ، و أبسط مثال تناحر القلاف و الوعلان على صفحات الجرائد ، و بمباركة من رؤساء التحرير ، الذين يسمحون بنشر الأسماء ، و ينقلون نص السؤال الذي يحوي في طياته أتهاهم مبطن ، أو ينقلون قدح أحدما بالآخر ، دون مراعاة أن ذلك له تأثير على سمعة أناس و شخوص ، و أن ضرر نقل هذا الخبر قد يدوم سواء كان كاذباً أو صادقاً ، و أن الضرر المعنوي لن تغطية حفنة الدنانير التي يدفعونها للمتضرر في المحكمة.
قانون الصحافة بحاجة لتصحيح و تعديل ليحد من هذة الظواهر السلبية ، و أهم هذة الظواهر هو إيقاف الجرائد باستخدام نظام للنقاط ، و عقوبات صارمة للصحافة الكاذبة ، فليس من المقبول الهمز و اللمز في أعراض الناس و من ثم دفع حفنة دنانير لا تعادل شيء من الأرباح المحققة نتيجة لهذا الكذب ، أن لا أقول أننا يجب أن نقلل من الحريات ، و لكن أقول أنه يجب احترام الحرية الشخصية و صون الكرامة الإنسانية و الإعتبارية لأي شخص تتعرض له الصحافة بالمدح أو الذم ، أو حتى في إيراد اسمه في طيات خبر ليس بذي أهمية في عين رؤساء التحرير.
من المهم بمكان ايجاد مجال واسع من الحريات ، و لكن الأهم هو رسم الحدود لهذة الحريات في اطر إنسانية دستورية حتى لا يساء استخدامها ، و أهم هذة القوانين باعتقادي هو ايجاد قانون للميديا "الصحافة/الاذاعة/التلفاز" يحمل في طياته اسس واضحة من الحرية و الموضوعية في طور نقل المعلومة و حماية للكرامة الإنسانية.
صح لسانك
ردحذفموضوع أفكر في كتابته
قد أمر عليه لاحقا من زاوية أخرى
الوضع الإعلامي "مأساة" بكل ما تعنيه الكلمة
ولي قناعة أنه المسؤول المباشر عن تردي أوضاع
البلد ، سأشرح ذلك لاحقا في نفس الموضوع ..
الأخت مغاتير
ردحذفصح ابدنج
والله يكفي بلد شر الطامعين في الشهره و الماده على حساب المجتمع