لا حظت في أيام الإحتقان البحريني ، و التجمهر المذهبي ، التنابز و التلامز بشكل كبير ، الكل يعير الكل ، و أكثر ما أثار انتباهي مقولة لو كنت في إيران لكان … أو مقولة لو كنت في السعودية لكان … ، أو اذهب لهنا أو اذهب لهناك ، ببساطة الدولتان تعملان بالنظام الإسلامي سواء الشيعي أو السني ، و كلاهما ترفض الفكر الآخر للمعارضين.
ما يثير السخرية أن كلا المتنابزين كويتيان ، و كلاهما يعير الآخر بالإنتماء ، و عجيبٌ هذا الإنتماء ! فهو انتماء لمؤسسة دينية و ليس لدولة ، في إيران و المملكة الدولة مبنية على المؤسسة الدينية ، وهي جزء منه ، و هنا تكمن المشكلة ، فإيمانك بتلك المؤسسة الدينية يعني تبعيتك لها بشكل أو بآخر ، لكن في الكويت الموضوع يختلف بتاتاً ، فالدولة مبنية على دستور ليبرالي الهوى لا ينكر الدين و لا المذاهب ، و لكن يرسم العلاقة بين الدولة والدين.
إن التنابز المبني على الإنتماء الديني أو حتى القومي أمر مرفوض ، لكن ما يثير القلق هو أن هذا التنابز مبني على أفكار و معتقدات تنافي أبسط مفاهيم التعايش ، و يفرغ العديد من مواد الدستور من محتواها ، فالمتعصبون من كلا الطرفين يقف من الدستور موقف واحد ، ألا و هو "إن كان يخدمني فأنا أطبقه" و "إن كان الدستور يضادني أو ليس في مصلحتي فأنا ضده".
المشكلة موجودة في قيم المجتمع الذي لا يؤمن بالدستور رغم أنه أقره!
المشكلة موجودة في توارث القيم الفاسدة!
المشكلة موجودة بتوالد أفكار و مواقف لرجالات الدولة مبنية على القيم الفاسدة!
لا أعلم متى نعلم أبناءنا مبادئ الدستور الذي ارتضيناه و نورثهم اياه بدل توريثهم الجاهلية القبلية أو الطائفية أو القومية أو الدينية ، لأني رأيت أن الدستور الكويتي مبني على القيم الإسلامية قبل إضافت البهارات المذهبية للدين ، و أنا هنا لا أقول لكم اتركوا الدين أو المذهب ، لا و لكن أقول لا تركنوا للتعصب المذهبي فيبعدكم عن بعض و يدمر دولتكم.
زميلي العزيز
ردحذفمع الأسف مع الأسف مع الأسف هذا التصرف والشعور مصدره تربية الأسرة في البيت
الولاء لدولة أو دين أو مذهب هو أمر طبيعي. الناس في الولايات المتحدة هم من جميع البلدان و الطوائف و الديانات و لا يأتي أحد و يقول أن ولاء هذا القادم من المكسيك مثلا مكسيكي و لذلك فولائه ليس أمريكا . بالطبع سيكون لديه ولاء لوطنه الأصلي ولكن هذا لا يتنافى مع كونه مواطنا أمريكيا. لو تسأل المسيح الكاثوليك في جميع أنحاء العالم إن كان لديهم ولاء للفاتيكان فسيجيبون بالإيجاب لكونهم مسيح كاثوليكيين و هذا لا يعني إتفاقهم مع كل ممارسات الكنيسة أو البوب أو القساقسة. أنا لدي ولاء لإيران لكون أصولي إيرانية و لكونها تمثل مذهبي ايديولوجيا و هذا لا يتنافى مع مواطنيتي أو أنني أدعم الحكومة الإيرانية و أوافقها في جميع تصرفاتها. السنة في الكويت لديهم ولاء للسعودية ليس لأنها دولة عربية فقط و لكن لأنها تمثل المذهب السني و إلا لماذا لا نجد لديهم نفس الولاء للعراق التي هي دولة عربية و لكن بأغلبية شيعية. هذا الولاء طبيعي و مفهوم و لا غبار عليه. الخطورة تكمن في أمرين:
ردحذفالأول: عندما يتحول هذا الولاء و هذا الإختلاف الفكري إلى اختلاف شخصي و يصل الأمر للسباب و الشتم كما قلت. وللأسف الأطفال في هذه الأيام يتعلمون هذا الأمر في البيوت.
الثاني : عندما يتحول الولاء إلى عصبية مقيتة بحيث يدافعون عن الظالم و يظلمون المظلمون فقط لأن الظالم يوافقهم فكريا.خلال الحرب العراقية الإيرانية وقف أغلبية الشعب الكويتي مع العراق فقط من باب العروبة و الجوار و تناسو أنه ظالم يقتل أناسا أبرياء. حتى الولاء للوطن يجب أن لا يتحول إلى عصبية عندما يكون وطنك هو الظالم بل يجب أن تحارب الحكومة الظالمة. عندما تتحول المعايير عند أناس إلى الوطنية و العروبة و ما إلى ذلك بدلا من الحق و الباطل و الظالم و المظلوم تنشأ كل هذه المشاكل الإجتماعية الطائفية لأن الفرد يتحول من إنسان يفكر إلى إنسان ينقاد إلى فكر و موقف حقا كان أم باطلا.
جميل جداً عزيزي سرقالي
ردحذفالمشكلة انه صعب جداً بل مستحيل
مهما حاولنا سنكون متعصبين لمعتقداتنا ومذاهبنا فالحل الوحيد هو بفصل الدين عن الدولة وبعد ذلك سيتحول هذا التعصب لمجرد مشكلة اجتماعية لا يمكن القضاء عليها بالتاكيد لكن يمكن التقليل من اضرارها
شكراً لك ,,
وصباحك سُكر
panadool
ردحذفأشكرك و أعمل أنه صعب ، و لكن لا صعب مع الإرادة
و لنتعلم من اليابان
CoConUt
عزيزي أشكرك على الرد و لا أختلف معك في المبدأ ... أن أعلم أننا لا يمكن أن نغير الواقع
لكننا بحاجة لصحوة في اتجاه التصحيح
نمول
لا أعتقد أن فصل الدين عن الدولة نظام ناجح
مثال حتى في أمريكا فصل الدين على الدولة لم ينجح فالتيرات الدينية اليهودية و المسيحية لها نفوذها
ببساطة من المهم التعايش المبني على الإحترام كما فعل اجدادنا