في هذه الأيام نعيش مشكلة شعارات ، هذه الشعارات في واقعها راياتٌ سياسة و لكن من حيث لا نشعر ، فالكل يتبع هذه الرايات من غير معرفة لم و أين تتجه به هذه الراية ، و لقد علا صوت حرية الرأي في ساحتنا هذه الأيام ، و أصبح الجميع ينادي بعلو الصوت لينصر هذه الراية ، و هو لا يعلم ماذا ينادي به!!
حرية الرأي و التعبير مكفولة منذ صدور الدستور في مادته 36 ، و لكنا اليوم نسمع صوت عويل و صراخ الجماهير الشعبية المخدوعة ، و كأننا نعيش في غابة ، يقوم فيها الأقلية النيابية بترويع الشعب بحشود و جماهير ليعملوا على مصادرة القانون ، و تطويع القانون حسب رغباتهم و أهوائهم الشخصية ، هذا و هم من أقسم على احترام الدستور!!
من المهم أن نعلم أن حرية الرأي لا تعني أبداً أن تشتم و تعتدي على الآخرين و تنام في بيتك ، و لا يفرقُ في ذلك ذو وظيفة عامة كبيرة أو صغيرة ، بل حرية الرأي تعني النقد الموضعي الهادف و عرض نقاط الخلل و إعانة قادة المجتمع على إصلاح الخلل.
إننا لو سلمنا جدلاً بحرية الرأي المطلقة لماج الناس على بعض ، و لظهر فساد عظيم ، و لانتشر البهتان و القذف بلا حد ، و لأصبحنا أسرى ذوي المكائد و الحيل ، إننا لا نستطيع أن نعيش في مجتمع بلا حدود و قواعد و قوانين.
لذا نجد المشرع الكويتي في نفس المادة يقول "وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون" ، هذه القوانين التي ارتضيناها هي القيود التي وضعت لتمنع الفتن و الهرج و المرج ، إن احترام الدولة المدنية أمر مهم ، و هو أساس التطور و النهضة.
إنني احترم القادة الذين يتبعون القانون ، و يعملون على ترسيخه ، لكن أن نقوم بالصراخ و العويل لمجرد أن القوم يدافعون عن أنفسهم بالقانون الذي ارتضيناه فهذا هو أمر عجيب ، و من سخرية القدر أننا نطلب من القادة أن يحيدوا عن ا لقانون و أن يتبعوا الأهواء.
في ظل الرغبة الشعبية الجامحة للتطور ، يجب أن ندعو لترسيخ القانون ، و تأكيد أن القيادات لا يستبيحونه بل هم من يتبعه ، و نلحظهم في هذا ، فإن هم تركوه ذكرناهم و قومناهم ليعملوا على حسب ما ارتضينا من المواثيق و الدستور.
-----------------------------------------------------
مادة 36 من الدستور:
حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون.
نايس
ردحذفما هذه التفاهات
ردحذفbonsoir s'il te plai donner la réponse exactemnt
ردحذف