فتحت كعادتي الأنترنت و ذهبت أبحر بين المدونات، فقرأت المقال الجميل للأستاذ حمد الحمد، المقال الذي عنونه "يا شيخ جابر أنها لعبة"، كنت أقرأ المقال مدهوشاً مشدوداً لما فيه من إقرارات تدل على ضعف الحكومة و تخلخل اركانها.
لست هنا في محل نقاش مقومات من يحل محل من، و من هو الأصلح و الأفضل، و لست هنا في صدد تحليل الرؤى و الأفكار، و لكني في سياق معضلة في الفكر العربي لعلها صحيحة، لكن للأسف هي شماعة و أي شماعة!!
في نفس المقال السالف الذكر يطرح أ. حمد الحمد فكرة نظرية المؤامرة، و أن القوم تآمروا على متولي الأمور لإحراجه و إضعافه، و ينتقد في نفس الوقت فعاله، لا و بل يستنكرها.
رغم اتفاقي الجزئي مع الكاتب في شأن المؤامرة لكن هناك أمر مهم في ردة فعل متولي الأمور، فعندما يوكل الأمر لشخص يجب علية أن يكون شديد الحرص عند أتخاذ القرار، و عليه أن يعي أن قرارته ذات تأثير على مجرى و واقع الأمة.
عندما هاج من هاج، لم يكن الحل بالرضوخ لزعيق القوم، فقبول ما تملية التيارات الإسلامية التي لا تؤمن بالديمقراطية إنما هو ترسيخ لفكر هؤلاء القوم، و اجبار الدولة المؤسسية للتحول نحو المذهبية و التشنج الفكري، و هو أمر خطير.
لقد بدأ انحدار الفكر المؤسسي في الحكومة منذ سنوات بالاتجاه المعاكس، فقبل سنوات دخلنا في ضوابط الحفلات و ثم منع الاختلاط في الجامعة و بعده اقرار قانون المطبوعات والنشر، و ادخال الخلاف الديني في مراحل التقاضي، و تلا ذلك قانون المرأة و شرط الحشمة، و نحن في جدال ليس له نهاية معلومة.
إن تخاذل الحكومة في مواجهة التشنج الفكري سينتج في النهاية دولة مشوهة المعالم، لا قانون فيها إلا ما يريده هؤلاء القوم الصارخون، إن قرار كقرار سحب الجنسية رضوخاً لقوى فكرية معينة إنما هو إضعاف لروح الدستور و تعدي على المادتين السابعة و الثامنة منه.
( مادة 7 )
العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين.
( مادة 8 )
تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين.
هذا بالإضافة أن القرار الذي اتخذ اثار حفيظة شريحة أخرى من الشعب الكويتي، ترى أنها مضطهدة في ظل القمع الفكري و التعدي من الطرف الأخر على معتقداتها و أفكارها دون أدنى دفاع من الحكومة، لا بل ترى أن الذراع الديني للدولة يشجع من يتعدى على أفكار و معتقدات الآخرين، لا أريد أن أضرب أمثلة لعلها ببساطة أكثر من نور الشمس.
و هنا أعود لأقول أن نظرية المؤامرة لا تبرر لمتولي الأمور أن يصدر قرارات خاطئة، فالقرار الذي اتخذه كان مشكلاً سواء كانت هناك مؤامرة أو لا توجد مؤامرة، و مفعول القرار و تأثيره انتشر في وسط المجتمع، و لعله أصبح مثالاً سوف يقتدى به في المستقبل، إن من لا يستطيع اتخاذ قرار تحت الضغوط يجب أن يبتعد، إن من أهم مؤهلات القائد القدرة على اتخاذ القرار الملائم في الوقت المناسب.
نظرية المؤامرة لا تبرر لمتولي الأمور أن يصدر قرارات خاطئة
ردحذفعليك نوور ولا فض فوك
قواك الله ياالعزيز
قلناها مرارا، لم يكن هدفهم يوما هو المُعلن! ولم يكن هدفهم يوما شريفًا! لم يكن الهدف إلا إثبات القوة، وأنهم الدولة داخل الدولة والنفوذ الحقيقي رغما عن أنف القانون والحكم. وبكل أسف تحقق لهم ذلك! فآه ثم آه مما هو آت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ردحذفوللشيعة أقول كلمة أرجو أن يعوها قبل فوات الأوان، هذه حكومة تخاف ولا تستحي! فكفاكم هوانا وخذوا حقوقكم بقوة اليد واللسان.
* مقالات الأستاذ خالد الشطي في "الدار" تضع النقاط على الحروف بكل وضوح.
خالف تعرف
ردحذفالله يقويك حياك يا الغالي
الأخ Human being
نعم أتفق معك ان هناك قوى تريد أن تكون دولة داخل دولة ، لكن ليس الحل بتأجيج فئة أخرى لذلك أنا أدعو للوقوف مع قوى تطبيق القانون و ليس تشكيل قوى جديدة فالصراخ لا يزيد إلا المشاكل.